بحـث
المواضيع الأخيرة
مأساة غزة وأقلام العلمنة السعودية
صفحة 1 من اصل 1
مأساة غزة وأقلام العلمنة السعودية
"اتجاهات مجموعة من كُتّاب الرأي في الصحف السعودية نحو الحرب الصهيونية على غزة -دراسة تحليلية نقدية".. ذلكم هو عنوان الدراسة القيّمة التي أعدتها مجموعة الباحثين السعوديين،على مدى182صفحة،ونُشِرَتْ حديثاً (شهر مايو2009م). فالموضوع مهم والتوقيت متميز لأنه يناقش جرحاً ساخناً والمحتوى قوي ومعزز بالأدلة والشواهد.
ولعلنا نعكس الأمر فنقتبس من خاتمة الدراسة الجميلة الموثقة ما يحدد ملامحها العامة:
لم تكن الحرب الصهيونية على غزة حدثاً عابراً في حياة المسلمين المعاصرة، بل كانت تحولاً جذرياً في حقيقة الصراع بين المسلمين واليهود في فلسطين المحتلة.
نفذت الآلة العسكرية الإسرائيلية استراتيجيتها العسكرية بدعم مادي ولوجستي من الحكومات الغربية، وبخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، التي ساندت العدوان في المنظمات والمحافل الدولية، بينما وقفت الشعوب الإسلامية مناصرة ومؤيدة للمسلمين في غزة، فكانت مواجهة بين إسرائيل ومن ورائها الغرب من جهة، وفصائل المقاومة الفلسطينية بإسناد شعبي من الدول الإسلامية من جهة أخرى.
وفي خضم هذه المواجهة انبرى مجموعة من الكتاب السعوديين للحديث عن تداعيات الحرب وأبعادها السياسية والعسكرية والإنسانية عبر مقالات صحفية أقل ما يقال عنها : إنها مُخذِّلة للمقاومة، ومصادمة للشعور الإسلامي العام الذي وقف ضد هذه الحرب الظالمة وغير المتكافئة.
وعلى الرغم من وجود بعض الأخطاء السياسية التي وقعت فيها المقاومة، وبخاصة حركة حماس، فإن ذلك لا يمكن بحال من الأحوال أن يشفع لهؤلاء الكتاب بأن يتخذوا موقفاً مناوئاً للضحية التي اتفق الجميع - حكومات وشعوباً - في العالم الإسلامي على وجوب نصرتها، ولو من باب (الإنسانية) إن لم تكن من واجب (الأخوة الإيمانية).
هذه الدراسة تكشف عن اتجاهات هذه العينة من الكتاب من خلال جوانب متعددة تناقشها الدراسة ،وقد سعت إلى رصد هذه الاتجاهات وتحليلها لتبقى شاهداً تاريخياً للأجيال يحكي واقعاً مُرَّاً لعينة من كُتّابنا الذين يُفترض أن يقودوا برأيهم وكتاباتهم الوعي العام للأمة بما يخدم ديننا وقضايانا الكبرى، وفي طليعتها قضية فلسطين.
منهج علمي
تتألف الدراسة من مقدمة منهجية وثلاثة فصول،وتبيّن
المقدمة :هدف الدراسة وتساؤلاتها والعينة المختارة للبحث ومنهج الدراسة ومعايير التحليل. ويتناول الفصل الأول: اتجاهات الكتاب نحو الثوابت الشرعية وهو فصل يضم ثلاثة مباحث ،المبحث الأول: الإيمانُ بقضاءِ الله وقدرِه في آراء الكتّاب والمبحث الثاني: الأخوة الإيمانية والولاء للمؤمنين في آراء الكتّاب،في حين خُصّص المبحث الثالث:لبيان البراءة من الكافرين في آراء الكتّاب .
أما الفصل الثاني فيوضح تناقض آراء هؤلاء الكتّاب مع النظم في المملكة العربية السعودية،واصطدامها الجليّ مع المواقف الرسمية المعلنة للمملكة تجاه القضية الفلسطينية- قديمها وحديثها على حد سواء-.
والفصل الثالث بعنوان :ملامح التوافق الجمعي والتناقض الذاتي لدى الكتاب،يتكون من مبحثين أولهما يفضح تواطؤ الكتبة المذكورين في الدراسة وانطلاقهم من مواقف مسبقة وأحكام جاهزة،لتأتي الصدمة الأخرى في الفصل الثاني الذي يكشف تناقض كل كاتب مع نفسه لأن الهدف المسبق الإعداد لديه هو العداء للمقاومة والجري وراء أكاذيب خصومها مهما كانت المسألة موضع النقاش.
وقد اختيرت عينة البحث من مقالات الرأي في الصحافة السعودية اليومية و صحيفتي الشرق الأوسط والحياة، وتركزت تساؤلات الدراسة على :
1- توافق المواد أو اختلافها مع ثوابت الشرع
2- توافقها أو اختلافها مع نظم المملكة ومواقفها من قضية فلسطين
3- توافق المواد أو تخالفها بعضها مع بعض.
وحُصرت المدة الزمنية بأربعة أسابيع تبدأ من لحظة العدوان على غزة يوم السبت الموافق 27 ديسمبر 2008 م إلى يوم الجمعة الموافق 23 يناير 2009 م.
وكانت الحصيلة ) 464 مقالة رأي تناولت الحرب الصهيونية على غزة بشكل مباشر( لمعرفة مدى تأييدها أوحيادها أو مخالفتها للمعايير التي طورتها الدراسة بالنسبة للموقف من الحرب الصهيونية على غزة.
أما أصحاب تلك المقالات فهم:
طارق الحميد، حماد السالمي، عادل الطريفي، محمد المحمود، محمد بن عبداللطيف آل الشيخ، تركي الحمد، عبدالرحمن الراشد، تركي الدخيل، جميل الذيابي، علي الموسى، حمزة المزيني، فارس بن حزام، مشاري لذايدي، يوسف أبا الخيل.
نتائج مرعبة
عمدت الدراسة إلى تصنيف محتويات مقالات الإرجاف تلك،بحسب عدة مؤشرات شرعية ثابتة،بحيث تتأكد جناية أولئك الكاتبين وتسقط أسطورة أنهم يختلفون مع فصيل مقاوم أو حزب سياسي كما يزعمون،بل هم يصادمون حقائق دينية ساطعة وقاطعة.وأبرز تلك الحقائق في الفصل الأول:
أولاً: تجاهل صبر المجاهدين في سبيل الله والصابرين في أرض الرباط من عامة الفلسطينيين:
ثانياً: المقارنة بين طرفي الصراع من خلال القوة المادية والعسكرية، وتجاهل معية الله لعباده المؤمنين.
ثالثاً: الجهل بسنن الله، وحقيقة الانتصار، والمتاجرة مع الله.
رابعاً: الجهل بحقيقة الصراع مع اليهود، وموعود الله بالنصر عليهم.
وأنا اتحفظ على كلمة الجهل هنا بل الصحيح هو المكابرة ورفض هؤلاء للموقف الشرعي من الصراع.
خامساً: التعلق بالحراك السياسي والمنظمات الدولية والدول الغربية.
وفي المبحث الثاني نطالع جنايات الأقلام الموتورة من خلال:
أولا: الدعوة الصريحة للتخلي عن المجاهدين في سبيل
الله دفاعاً عن دينهم ومقدساتهم ووطنهم.
ثانياً: العمل على تقويض الجبهة الداخلية للقطاع، ونزع ثقة المواطنين في قيادات المقاومة.
ثالثاً: محاولة تشويه صورة المجاهدين ونسبتهم إلى مشروعات دينية وسياسية مرفوضة في المنطقة (التبعية لإيران!!)وذلك لإضعاف التأييد الشعبي الهائل للمجاهدين.
وفي المبحث الثالث ترصد الدراسة وقوع أقلام التضليل في:
أولاً: تبرير العدوان الصهيوني على غزة واعتباره رد فعل على أفعال المقاومة.
ثانياً: إثارة النعرات القومية للتقليل من التعاطف الأخوي الإسلامي.
التناقض مع الدولة
لقد ظهر جلياً في أيام الحرب على غزة ظهور آراء وكتابات تخالف بعض مواد النظام الأساسي للحكم، ومن هذه الأنظمة والمواد:
أولاً: المادة الثانية عشرة من النظام الأساسي للحكم:
(تعزيز الوحدة الوطنية واجب، وتمنع الدولة كل ما يؤدي للفرقة والفتنة والانقسام).
ثانياً: المادة الخامسة والعشرون من النظام الأساسي للحكم: (تحرِص الدولة على تحقيق آمال الأمة العربية والإسلامية في التضامن وتوحيد الكلمة، وعلى تقوية علاقاتها بالدول الصديقة).
ثالثاً: المادة التاسعة والثلاثون من النظام الأساسي للحكم: (تلتزم وسائل الإ علام والنشر وجميع وسائل التعبير بالكلمة الطيبة وبأنظمة الدولة وتسهم في تثقيف الأمة ودعم وحدتها ويحظر ما يؤدي إلى الفتنة أو الانقسام أو يمس بأمن الدولة وعلاقاتها العامة أو يسيء إلى كرامة الإنسان وحقوقه وتبين الأنظمة كيفية ذلك).
رابعاً: تنص المادة الثامنة من نظام المطبوعات والنشر على أن (حرية التعبير عن الرأي مكفولة بمختلف وسائل النشر في نطاق الأحكام الشرعية والنظامية)، وتؤكد السياسة الإعلامية السعودية في مادتها العشرين على أن: (تعمل وسائل الإعلام على توثيق أواصرالإخاء والتآزر والتضامن بين المسلمين وربط قلوب بعضهم ببعض وذلك عن طريق التعريف بالشعوب الإسلامية وأقطارها وإبراز إمكاناتها المادية والمعنوية والتبصير بما يترتب على تعاونها وتآزرها من خير يعمها جميعاً).
خامساً: جاء في المادة الحادية والعشرين ما نصه:
(يدعو الإعلام السعودي إلى: تضامن العرب وتعاونهم واجتماع كلمتهم على الحق والبعد عما يفكك أواصرهم.
الدفاع عن قضاياهم ومشكلاتهم المصيرية في مختلف المناسبات وحثهم على القيام بواجبهم في الدعوة إلى الإسلام والدفاع عنه حيث أكرمهم الله بذلك).
سادساً: نصت المادة الثالثة والعشرون من السياسة الإعلامية للمملكة على أن: (تعمل المؤسسات الإعلامية مع
نظيراتها في العالم الإسلامي عامة والعربي منه خاصة على تبني منهج إعلامي موحد يخدم مصالح المسلمين الدينية
والدنيوية ويمثل وحدتهم الفكرية والحضارية ويؤلف بين قلوبهم........).
وإن القارئ المتأمل لمنطوقات هذه الأنظمة يتبين له ضرورة دعم وحدة الأمة والوقوف معها، وتثقيف الناس بأهمية التضامن والتآزر بين أبنائها، و إبراز أهمية المكانة المادية والمعنوية للأمة، والدعوة إلى تضامن العرب واجتماع
كلمتهم والدفاع عن قضاياهم المصيرية، وتبني منهج إعلامي يخدم مصالح المسلمين الدينية والدنيوية، ويمثل وحدتهم الفكرية والحضارية، والحرص على الموضوعية في عرض الحقائق والبعد عن المبالغات والمهاترات،
وتقدير شرف الكلمة ووجوب صيانتها من العبث، وأن يتجه نحو احترام الإنسان في أن يعيش في حرية على أرضه، وأن يدين كل اعتداء من أي نوع يقع على حقوق الشعوب والأفراد ومكافحة الأطماع التوسعية، والوقوف بجانب الحق والعدل والسلام ومناهضة الظلم والتفرقة العنصرية.
تواطؤ ببغاوي وتناقضات ذاتية
تضمن الفصل الثالث مبحثين،المبحث الأول:توافق الكتّاب في مواقفهم قبل الحرب وبعدها وفيه نقطتان:أولاً: موقف الكتاب من حماس والمقاومة قبل الحرب على غزة.وهي مواقف عداء جذري مطلق يشيطن حماس وكل جماعة إسلامية وكل فصيل يقاوم العدوان.
ثانياً: توافق الكتاب في معالجة العدوان الإسرائيلي على غزة.وجميع الكتّاب في العيّنة لا يكتفون بجريمة المساواة بين الجلاد المعتدي والشقيق الضحية بل هم يجاهرون بالانحياز للعدو،الأمر الذي لم يبلغه حتى في الغرب سوى قلة من غلاة الحاقدين من يهود ونصارى.
كما أظهرت المقالات المدروسة تناقضاً ذاتياً لدى عدد من الكتاب، أي أن مقالات الكاتب الواحد حملت أفكاراً وتحليلات متناقضة. وقد ظهر تناقض الأفكار بشكل واضح في مقال تركي الحمد «ولكن ماذا عن الإنسان في غزة؟»، (فهو يدعو إلى المحافظة على كرامة) الإنسان وحريته، ليس عن طريق (المقاومة) بل عن طريق (الاستسلام) فيقول: أليست المقاومة هي من أجل الإنسان في فلسطين؟ من أجل حريته وعزته وكرامته وحقه في العيش الكريم؟))!!
إن الكرامة بمفهوم تركي الحمد- وفق هذا المقال- هي أن يعيش الإنسان ليأكل ويشرب ويتمتع ولو كان مهزوماً ذليلاً.
وها هو يكمل فيقول: « فالحياة والروح هي أثمن ما استودعه الخالق جسد الإنسان، وهي التي يجب أن يُنافح عن حقها في الحياة، وحقها في الكرامة، وحقها في الحرية. » ثم يقول: «فلم لا تستقيل حماس وتحقن الدماء؟ هل يعني ذلك الاستسلام؟ ليكن، ولكن ألا يستحق الإنسان الفلسطيني البسيط ذلك؟ هل يعني ذلك قبول الهزيمة؟ ليكن، فهل هناك أغلى من الإنسان .»
ومن العناصر التي يشترك فيها هؤلاء الكتاب رفض نظرية المؤامرة والسخرية ممن يحلل الأحداث والقضايا السياسية على أسس مؤامرتية، لكن مقالاتهم تظهر أنهم يستخدمون الأسس نفسها، و إن لم تستخدم كلمة (مؤامرة) بنصها. فقد زعمت معظم مقالاتهم أن هناك تنسيقا، أوأن ما يحدث كان معدا له سلفا بين جهات عدة، فطارق الحميد يقول بعد سرد عدد من الأحداث: «... وخيوط التنسيق واضحة». ويقول مشاري الذايدي: «يبدو أن الهجوم الحالي على مصر يعد منذ فترة ليست بالقليلة.....
ولعلنا نعكس الأمر فنقتبس من خاتمة الدراسة الجميلة الموثقة ما يحدد ملامحها العامة:
لم تكن الحرب الصهيونية على غزة حدثاً عابراً في حياة المسلمين المعاصرة، بل كانت تحولاً جذرياً في حقيقة الصراع بين المسلمين واليهود في فلسطين المحتلة.
نفذت الآلة العسكرية الإسرائيلية استراتيجيتها العسكرية بدعم مادي ولوجستي من الحكومات الغربية، وبخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، التي ساندت العدوان في المنظمات والمحافل الدولية، بينما وقفت الشعوب الإسلامية مناصرة ومؤيدة للمسلمين في غزة، فكانت مواجهة بين إسرائيل ومن ورائها الغرب من جهة، وفصائل المقاومة الفلسطينية بإسناد شعبي من الدول الإسلامية من جهة أخرى.
وفي خضم هذه المواجهة انبرى مجموعة من الكتاب السعوديين للحديث عن تداعيات الحرب وأبعادها السياسية والعسكرية والإنسانية عبر مقالات صحفية أقل ما يقال عنها : إنها مُخذِّلة للمقاومة، ومصادمة للشعور الإسلامي العام الذي وقف ضد هذه الحرب الظالمة وغير المتكافئة.
وعلى الرغم من وجود بعض الأخطاء السياسية التي وقعت فيها المقاومة، وبخاصة حركة حماس، فإن ذلك لا يمكن بحال من الأحوال أن يشفع لهؤلاء الكتاب بأن يتخذوا موقفاً مناوئاً للضحية التي اتفق الجميع - حكومات وشعوباً - في العالم الإسلامي على وجوب نصرتها، ولو من باب (الإنسانية) إن لم تكن من واجب (الأخوة الإيمانية).
هذه الدراسة تكشف عن اتجاهات هذه العينة من الكتاب من خلال جوانب متعددة تناقشها الدراسة ،وقد سعت إلى رصد هذه الاتجاهات وتحليلها لتبقى شاهداً تاريخياً للأجيال يحكي واقعاً مُرَّاً لعينة من كُتّابنا الذين يُفترض أن يقودوا برأيهم وكتاباتهم الوعي العام للأمة بما يخدم ديننا وقضايانا الكبرى، وفي طليعتها قضية فلسطين.
منهج علمي
تتألف الدراسة من مقدمة منهجية وثلاثة فصول،وتبيّن
المقدمة :هدف الدراسة وتساؤلاتها والعينة المختارة للبحث ومنهج الدراسة ومعايير التحليل. ويتناول الفصل الأول: اتجاهات الكتاب نحو الثوابت الشرعية وهو فصل يضم ثلاثة مباحث ،المبحث الأول: الإيمانُ بقضاءِ الله وقدرِه في آراء الكتّاب والمبحث الثاني: الأخوة الإيمانية والولاء للمؤمنين في آراء الكتّاب،في حين خُصّص المبحث الثالث:لبيان البراءة من الكافرين في آراء الكتّاب .
أما الفصل الثاني فيوضح تناقض آراء هؤلاء الكتّاب مع النظم في المملكة العربية السعودية،واصطدامها الجليّ مع المواقف الرسمية المعلنة للمملكة تجاه القضية الفلسطينية- قديمها وحديثها على حد سواء-.
والفصل الثالث بعنوان :ملامح التوافق الجمعي والتناقض الذاتي لدى الكتاب،يتكون من مبحثين أولهما يفضح تواطؤ الكتبة المذكورين في الدراسة وانطلاقهم من مواقف مسبقة وأحكام جاهزة،لتأتي الصدمة الأخرى في الفصل الثاني الذي يكشف تناقض كل كاتب مع نفسه لأن الهدف المسبق الإعداد لديه هو العداء للمقاومة والجري وراء أكاذيب خصومها مهما كانت المسألة موضع النقاش.
وقد اختيرت عينة البحث من مقالات الرأي في الصحافة السعودية اليومية و صحيفتي الشرق الأوسط والحياة، وتركزت تساؤلات الدراسة على :
1- توافق المواد أو اختلافها مع ثوابت الشرع
2- توافقها أو اختلافها مع نظم المملكة ومواقفها من قضية فلسطين
3- توافق المواد أو تخالفها بعضها مع بعض.
وحُصرت المدة الزمنية بأربعة أسابيع تبدأ من لحظة العدوان على غزة يوم السبت الموافق 27 ديسمبر 2008 م إلى يوم الجمعة الموافق 23 يناير 2009 م.
وكانت الحصيلة ) 464 مقالة رأي تناولت الحرب الصهيونية على غزة بشكل مباشر( لمعرفة مدى تأييدها أوحيادها أو مخالفتها للمعايير التي طورتها الدراسة بالنسبة للموقف من الحرب الصهيونية على غزة.
أما أصحاب تلك المقالات فهم:
طارق الحميد، حماد السالمي، عادل الطريفي، محمد المحمود، محمد بن عبداللطيف آل الشيخ، تركي الحمد، عبدالرحمن الراشد، تركي الدخيل، جميل الذيابي، علي الموسى، حمزة المزيني، فارس بن حزام، مشاري لذايدي، يوسف أبا الخيل.
نتائج مرعبة
عمدت الدراسة إلى تصنيف محتويات مقالات الإرجاف تلك،بحسب عدة مؤشرات شرعية ثابتة،بحيث تتأكد جناية أولئك الكاتبين وتسقط أسطورة أنهم يختلفون مع فصيل مقاوم أو حزب سياسي كما يزعمون،بل هم يصادمون حقائق دينية ساطعة وقاطعة.وأبرز تلك الحقائق في الفصل الأول:
أولاً: تجاهل صبر المجاهدين في سبيل الله والصابرين في أرض الرباط من عامة الفلسطينيين:
ثانياً: المقارنة بين طرفي الصراع من خلال القوة المادية والعسكرية، وتجاهل معية الله لعباده المؤمنين.
ثالثاً: الجهل بسنن الله، وحقيقة الانتصار، والمتاجرة مع الله.
رابعاً: الجهل بحقيقة الصراع مع اليهود، وموعود الله بالنصر عليهم.
وأنا اتحفظ على كلمة الجهل هنا بل الصحيح هو المكابرة ورفض هؤلاء للموقف الشرعي من الصراع.
خامساً: التعلق بالحراك السياسي والمنظمات الدولية والدول الغربية.
وفي المبحث الثاني نطالع جنايات الأقلام الموتورة من خلال:
أولا: الدعوة الصريحة للتخلي عن المجاهدين في سبيل
الله دفاعاً عن دينهم ومقدساتهم ووطنهم.
ثانياً: العمل على تقويض الجبهة الداخلية للقطاع، ونزع ثقة المواطنين في قيادات المقاومة.
ثالثاً: محاولة تشويه صورة المجاهدين ونسبتهم إلى مشروعات دينية وسياسية مرفوضة في المنطقة (التبعية لإيران!!)وذلك لإضعاف التأييد الشعبي الهائل للمجاهدين.
وفي المبحث الثالث ترصد الدراسة وقوع أقلام التضليل في:
أولاً: تبرير العدوان الصهيوني على غزة واعتباره رد فعل على أفعال المقاومة.
ثانياً: إثارة النعرات القومية للتقليل من التعاطف الأخوي الإسلامي.
التناقض مع الدولة
لقد ظهر جلياً في أيام الحرب على غزة ظهور آراء وكتابات تخالف بعض مواد النظام الأساسي للحكم، ومن هذه الأنظمة والمواد:
أولاً: المادة الثانية عشرة من النظام الأساسي للحكم:
(تعزيز الوحدة الوطنية واجب، وتمنع الدولة كل ما يؤدي للفرقة والفتنة والانقسام).
ثانياً: المادة الخامسة والعشرون من النظام الأساسي للحكم: (تحرِص الدولة على تحقيق آمال الأمة العربية والإسلامية في التضامن وتوحيد الكلمة، وعلى تقوية علاقاتها بالدول الصديقة).
ثالثاً: المادة التاسعة والثلاثون من النظام الأساسي للحكم: (تلتزم وسائل الإ علام والنشر وجميع وسائل التعبير بالكلمة الطيبة وبأنظمة الدولة وتسهم في تثقيف الأمة ودعم وحدتها ويحظر ما يؤدي إلى الفتنة أو الانقسام أو يمس بأمن الدولة وعلاقاتها العامة أو يسيء إلى كرامة الإنسان وحقوقه وتبين الأنظمة كيفية ذلك).
رابعاً: تنص المادة الثامنة من نظام المطبوعات والنشر على أن (حرية التعبير عن الرأي مكفولة بمختلف وسائل النشر في نطاق الأحكام الشرعية والنظامية)، وتؤكد السياسة الإعلامية السعودية في مادتها العشرين على أن: (تعمل وسائل الإعلام على توثيق أواصرالإخاء والتآزر والتضامن بين المسلمين وربط قلوب بعضهم ببعض وذلك عن طريق التعريف بالشعوب الإسلامية وأقطارها وإبراز إمكاناتها المادية والمعنوية والتبصير بما يترتب على تعاونها وتآزرها من خير يعمها جميعاً).
خامساً: جاء في المادة الحادية والعشرين ما نصه:
(يدعو الإعلام السعودي إلى: تضامن العرب وتعاونهم واجتماع كلمتهم على الحق والبعد عما يفكك أواصرهم.
الدفاع عن قضاياهم ومشكلاتهم المصيرية في مختلف المناسبات وحثهم على القيام بواجبهم في الدعوة إلى الإسلام والدفاع عنه حيث أكرمهم الله بذلك).
سادساً: نصت المادة الثالثة والعشرون من السياسة الإعلامية للمملكة على أن: (تعمل المؤسسات الإعلامية مع
نظيراتها في العالم الإسلامي عامة والعربي منه خاصة على تبني منهج إعلامي موحد يخدم مصالح المسلمين الدينية
والدنيوية ويمثل وحدتهم الفكرية والحضارية ويؤلف بين قلوبهم........).
وإن القارئ المتأمل لمنطوقات هذه الأنظمة يتبين له ضرورة دعم وحدة الأمة والوقوف معها، وتثقيف الناس بأهمية التضامن والتآزر بين أبنائها، و إبراز أهمية المكانة المادية والمعنوية للأمة، والدعوة إلى تضامن العرب واجتماع
كلمتهم والدفاع عن قضاياهم المصيرية، وتبني منهج إعلامي يخدم مصالح المسلمين الدينية والدنيوية، ويمثل وحدتهم الفكرية والحضارية، والحرص على الموضوعية في عرض الحقائق والبعد عن المبالغات والمهاترات،
وتقدير شرف الكلمة ووجوب صيانتها من العبث، وأن يتجه نحو احترام الإنسان في أن يعيش في حرية على أرضه، وأن يدين كل اعتداء من أي نوع يقع على حقوق الشعوب والأفراد ومكافحة الأطماع التوسعية، والوقوف بجانب الحق والعدل والسلام ومناهضة الظلم والتفرقة العنصرية.
تواطؤ ببغاوي وتناقضات ذاتية
تضمن الفصل الثالث مبحثين،المبحث الأول:توافق الكتّاب في مواقفهم قبل الحرب وبعدها وفيه نقطتان:أولاً: موقف الكتاب من حماس والمقاومة قبل الحرب على غزة.وهي مواقف عداء جذري مطلق يشيطن حماس وكل جماعة إسلامية وكل فصيل يقاوم العدوان.
ثانياً: توافق الكتاب في معالجة العدوان الإسرائيلي على غزة.وجميع الكتّاب في العيّنة لا يكتفون بجريمة المساواة بين الجلاد المعتدي والشقيق الضحية بل هم يجاهرون بالانحياز للعدو،الأمر الذي لم يبلغه حتى في الغرب سوى قلة من غلاة الحاقدين من يهود ونصارى.
كما أظهرت المقالات المدروسة تناقضاً ذاتياً لدى عدد من الكتاب، أي أن مقالات الكاتب الواحد حملت أفكاراً وتحليلات متناقضة. وقد ظهر تناقض الأفكار بشكل واضح في مقال تركي الحمد «ولكن ماذا عن الإنسان في غزة؟»، (فهو يدعو إلى المحافظة على كرامة) الإنسان وحريته، ليس عن طريق (المقاومة) بل عن طريق (الاستسلام) فيقول: أليست المقاومة هي من أجل الإنسان في فلسطين؟ من أجل حريته وعزته وكرامته وحقه في العيش الكريم؟))!!
إن الكرامة بمفهوم تركي الحمد- وفق هذا المقال- هي أن يعيش الإنسان ليأكل ويشرب ويتمتع ولو كان مهزوماً ذليلاً.
وها هو يكمل فيقول: « فالحياة والروح هي أثمن ما استودعه الخالق جسد الإنسان، وهي التي يجب أن يُنافح عن حقها في الحياة، وحقها في الكرامة، وحقها في الحرية. » ثم يقول: «فلم لا تستقيل حماس وتحقن الدماء؟ هل يعني ذلك الاستسلام؟ ليكن، ولكن ألا يستحق الإنسان الفلسطيني البسيط ذلك؟ هل يعني ذلك قبول الهزيمة؟ ليكن، فهل هناك أغلى من الإنسان .»
ومن العناصر التي يشترك فيها هؤلاء الكتاب رفض نظرية المؤامرة والسخرية ممن يحلل الأحداث والقضايا السياسية على أسس مؤامرتية، لكن مقالاتهم تظهر أنهم يستخدمون الأسس نفسها، و إن لم تستخدم كلمة (مؤامرة) بنصها. فقد زعمت معظم مقالاتهم أن هناك تنسيقا، أوأن ما يحدث كان معدا له سلفا بين جهات عدة، فطارق الحميد يقول بعد سرد عدد من الأحداث: «... وخيوط التنسيق واضحة». ويقول مشاري الذايدي: «يبدو أن الهجوم الحالي على مصر يعد منذ فترة ليست بالقليلة.....
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت مارس 13, 2010 5:49 am من طرف Admin
» أسطوانة "نصرة غزة"
السبت مارس 13, 2010 2:55 am من طرف Admin
» حماس" تعرض فيلم سينمائي عن الشهيد عماد عقل هو الأول رغم الحصار
الخميس مارس 11, 2010 8:32 am من طرف Admin
» انتاج أول فيلم عن تارخ فلسطين في مدينة "أصداء" الإعلامية في غزة
الخميس مارس 11, 2010 8:25 am من طرف Admin
» عز الدين القسام رحمه الله للشيخ حمدي الحريري
الأربعاء مارس 10, 2010 10:15 am من طرف Admin
» من اناشيد طيور الجنة ((لما نستشهد ))
الثلاثاء مارس 09, 2010 11:54 am من طرف Admin
» دحر المقاومة للاحتلال عن قطاع غزة
الأحد مارس 07, 2010 9:44 am من طرف Admin
» إبداعات المقاومة والاندحار الصهيوني
الأحد مارس 07, 2010 9:39 am من طرف Admin
» الشيخ المجاهد الشهيد / أحمد ياسين...............فلم وثائقي
السبت مارس 06, 2010 6:01 am من طرف Admin